كان عامل رصيف الميناء و اسمه جاك فليتشر مشهور باللصوصية و أعمال الإحتيال , يعمل في تلك الأيام التي كانت ما تزال تُستخدم فيها الخيول لجر الحمولات الثقيلة , حضر مساء ذات يوم إلى بوابة الرصيف , حيث كان ينتظره أعداؤه الدائمون من رجال شرطة الرصيف , وهو يجر عربة يد محملة بروث الخيل . قال فليشر لرجال الشرطة "إنه سماد للورد " لم يصدق رجال الشرطة بالطبع كلمة مما يقول , فقاموا بإحضار مذارة واعملوا يد التفتيش الدقيق في الحمولة النتنة . لكنهم اضطروا في نهاية الأمر للإقرار بأن الحمولة كانت روثا لا غير , فسمحوا لجاك بالذهاب إلى منزله , وفي مساء اليوم التالي حضر إلى البوابة وهو يجر حمولة أخرى من الروث , تفحص رجال الشرطة هذه الحمولة أيضا ولم يجدوا شيئا فسمحوا له بالذهاب , وتكرر الأمر في المساء التالي , فسأله أحد رجال الشرطة "جاك : كم وردةً لديك ؟!" هز جاك كتفيه وقال "لدي ورود , ولدي أصدقاء لديهم ورود , إذا وجدت قانونا يحظر أخذ حمولة من روث الخيل أخبرني وسأتوقف فوراً . ولكن إلى أن تجد قانونا كهذا ..."
ثم سار وهو يصفر مبتسما .
تصرفات جاك جعلت رجال الشرطة يصممون على اكتشاف ما كان يهربه داخل حمولات الروث , فأخذوا ليلة بعد أخرى يقومون بتفتيش الروث غير عابئين بالأقذار التي كانت تكسوهم , سار الأمر على هذا المنوال لمدة أسبوعين , وفي مساء أحد الأيام لم تعد هناك عربة يد ولا روث , وقال جاك : "انتهى الامر"
ولم يكتشف رجال الشرطة خدعة جاك و أنه كان يسرق عربة يد في كل يوم , وليس هذا فقط بل أنه فوق ذلك كان ينتقم من رجال الشرطة بأن أظهرهم بمظهر الحمقى و أيضا دفعهم إلى تغطية أنفسهم بالأقذار بأيديهم .