أولا : أركان لا إله إلاالله:
1 - نفي في قوله ( لا إله )
2 - و إثبات في قوله ( إلا الله)
ف ( لا إله ) نفت الألوهية عن كل شيئ ما سوى الله، و( إلا الله) أثبتت الألوهية لله وحده لا شريك له .
ثانيا : شروط لا إله إلا الله :
ذكر العلماء لكلمة الإخلاص شروطا سبعة ، و لا تصح إلا إذا اجتمعت ، و استكملها العبد
و التزمها بدون مناقضة لشيئ منها ، و هذه الشروط هي :
1 - العلم :
و المراد به العلم بمعناها نفيا و إثباتا ، و ما تستلزمه من عمل ، فإذا علم العبد أن الله
عز و جل
هو المعبود وحده ، و أن عبادة غيره باطلة،
و عمل بمقتضى ذلك العلم فهو عالم بمعناها
و ضد العلم الجهل ، بحيث لا يعلم بوجوب إفراد الله بالعبادة
قال تعالى : { إلا من شهد بالحق و هم يعلمون } - الزخرف 82 -
أي من شهد بلا إله إلاالله
و هم يعلمون بقلوبهم ما نطقت به ألسنتهم .
2 - اليقين :
و هو أن ينطق بالشهادة عن يقين يطمئن قلبه إليه ، دون تسرب شيئ من الشكوك التي يبذرها
شياطين الجن و الإنس ، بل يقولها موقناً بمدلولها يقينا جازما ، و ضد اليقين الشك ،فإن شك في شهادته
لم تنفعه،قال تعالى :
{ إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا } - الحجرات 15- .
3 - القبول :
و هو أن يقبل كل ما اقتضته هذه الكلمة بقلبه
و لسانه ، فيصدق الأخبار و يؤمن بكل ما جاء
عن الله وعن رسوله صلى الله عليه و سلم ،
و يقبل ذلك كله ، و ضد القبول الرد، فهناك
من يعلم بمعناها و يوقن بمدلولها ، و لكنه يردها كبرا وحسدا
قال تعالى : { فإنهم لا يكذبونك و لكن الظالمين بآيات الله يجحدون } - الأنعام 33-
و يدخل في الرد
من يعترض على بعض الأحكام أوالحدود
أو يكرهها .
4 - الإنقياد :
بأن ينقاد لما دلت عليه كلمة الإخلاص ، و هو الإستسلام و الإذعان و عدم التعقب لشيئ
من أحكام الله، كذلك الإنقياد لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ، والرضا به والعمل به
دون تعقب أو زيادة أو نقصان ، وضد الإنقياد الرفض كترك التحاكم لشريعة الله عز و جل
و استبدالها بالقوانين الوضعية
قال تعالى : { و أنيبوا إلى الله وأسلموا }
- الزمر 54- .
5 - الصدق :
و هو الصدق مع الله، و متى كان ذلك فإنه سيكون مصدقا لما جاء من كتاب ربه
و سنة نبيه صلى الله عليه و سلم ، ومن الصدق أن يصدق في دعوته ، و أن يبذل
الجهد في طاعة ربه ، و حفظ حدوده،
قال تعالى :
{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين } -التوبة119-
و ضد الصدق الكذب ، فإن كان العبد كاذبا في إيمانه كان منافقا لا مؤمنا ، كذلك تكذيب ما جاء به الرسول
صلى الله عليه و سلم أو بعض ما جاء به ، فقد كذب و نافى الصدق .
6 - الإخلاص :
و هو تصفية العبد عمله بصالح النية عن جميع شوائب الشرك ، و ذلك بأن تصدر منه جميع الأقوال
و الأفعال لوجه الله،قال تعالى :
{ و ما أمروا إلا ليعبدواالله مخلصين له الدين } - البينة 5-
و ضد الإخلاص الشرك و الرياء إبتغاء غير وجه الله سبحانه و تعالى
قال تعالى : { و قدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا } - الفرقان 23- .
7 - المحبة :
أي المحبة لهذه الكلمة العظيمة و لما دلت عليه واقتضته ، فيحب الله و رسوله صلى الله عليه
وسلم
و يقدم محبتهما فوق كل محبة ، و من المحبة أيضا أن يكره و يبغض ويعادي ما يكرهه الله
و ضد المحبة الكراهية لهذه الكلمة و لما دلت عليه و ما اقتضته ، كذلك بغض الرسول صلى الله عليه و سلم ،
قال تعالى : { ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم } .
اللهم اهدنا الصراط المستقيم و المنهج القويم
اللهم صلِّ و سلم على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه وسلم
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته