بسم الله الرحمن الرحيم
هذا حديث جليل عظيم أحببت أن أضعه أمامكم .. لتضحك لضحك الله عز وجل ثم نبيه صلى الله عليه وسلم ثم صحابته الكرام رضي الله عنهم – أجمعين -.
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا عفان بن مسلم. حدثنا حماد بن سلمة. حدثنا ثابت عن أنس، عن ابن مسعود؛
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(آخر من يدخل الجنة رجل فهو يمشي مرَّةً ويكبو مرَّةًً وتسفعُهُ النار مرة فإذا جاوزها التفت إليها، فقال: تبارك الذي نجَّاني منك ، لقد أعطاني الله شيئا ما أعطاه أحدًا من الأولين والآخرين ، فترفع له شجرةٌ فيقول: أيْ ربِّ أَدْنني من هذه الشجرة فلأستظل بظلها، وأشرب من مائها، فيقول له الله: يا ابن آدم! لعلي إذا أعطيْتُكَها سألتني غيرها ؟ فيقول: لا يا رب ، ويُعاهده أن لا يسأله غيرها ، وربه عز وجل يعذره لأنه يرى ما لا صبر له عليه ، فيدنيه منها، فيستظل بظلها ، ويشرب من مائها، ثم تُرفع له شجرة هي أحسن من الأولى، فيقول: أي رب هذه لأشرب من مائها، وأستظل بظلها ، لا أسألك غيرها، فيقول: ابن آدم ! ألم تُعاهِدْني أن لا تسألني غيرها ؟ - فيقول -: لعلي إن أدنيتك منها تسألني غيرها ؟ فَيُعاهده أن لا يسأله غيرها ، وربه عز وجل يعذره لأنه يرى ما لا صبر له عليه ، فيدنيه منها ، فيستظل بظلها ، ويشرب من مائها، ثم ترفع له شجرة عند باب الجنة هي أحسن من الأُوْلَيَين ، فيقول: أي رب أَدْنني من هذه لأستظل بظلها ، وأشرب من مائها، لا أسألك غيرها، فيقول: يا ابن آدم ! ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها ؟ قال: بلى يارب هذه لا أسألك غيرها،[ فيقول: لعلي إن أدنيتك منها تسألني غيرها فيعاهده أن لا يسأله غيرها] وربه يعذره لأنه يرى ما لا صبر له عليه ، فيدنيه منها ، فإذا أدناه منها فيسمع أصوات أهل الجنة ، فيقول: أي رب أدْخِلْنيها ! فيقول: يا ابن آدم ما يَصْريني منك ؟ أيرضيك أن أعطيك الدنيا ومثلها معها ؟ قال: يا رب ! أتستهزئُ مني وأنت رب العالمين ؟ - فضحك ابن مسعود ، فقال: ألا تسألوني مم أضحك ؟فقالوا: مم تضحك ؟ قال: هكذا ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم [فقال: ألا تسألوني مما أضحك؟] ، فقالوا: مم تضحك يا رسول الله ؟ قال: من ضحك رب العالمين حين قال: أتستهزئ مني وأنت رب العالمين ؟ - فيقول: إني لا أستهزئ منك ولكني على ما أشاء قادر ). (وفي رواية : قدير) .